((دوسر والنعمان بن المنذر))
قالت العرب في أمثالها ((أبطش من دوسر))
قالوا : ان دوسر إحدى كتائب النعمان بن المنذر الملك . وكانت له خمسة كتائب: الرهاءن، والصناءع، والوضاءع، والأشاهب، ودوسر، وأما الرهاءن فإنهم كانوا خمسمائة رجل رهاءن العرب، يقيمون على باب الملك سنة ثم يجيء بدلهم خمسمائة أخرى. وينصرف اولاءك الى أحياءهم. فكان الملك يغزو بهم ويوجههم في أموره. وأما الصناءع فبنو قيس بن ثعلبة وتيم اللات بن ثعلبة . قلت : وهم الواءليون اللهازم البكريين . قال : وكانوا خواص الملك لا يبرحون بابه. وأما الوضاءع فإنهم كانوا الف رجل من الفرس يضعهم ملك الملوك بالحيرة نجدة لملك العرب. قلت : ملك الملوك هنا يقصد كسرا انو شروان الشاهنشاة ملك الفرس . وهو لقلب لهم ومحرم بالاسلام. فملك الملوك هو الله سبحانه تعالى شأنه. تابع المؤلف فقال: وكانوا ايضا يقيمون سنة ويعودون الى اهلهم. وأما الاشاهب فإخوة ملك العرب وبنو عمه ومن يتبعهم من اعوانهم. وسموا الاشاهب لأنهم كانوا بيض الوجوه. وأما دوسر فإنها كانت أخشن كتاءبه وأشدها بطشا ونكاية. وكانوا من كل قبائل العرب، وأكثرهم من ربيعة ، قلت يقصد ربيعة الفرس الواءليون أي عنزة اليوم . سميت دوسرا اشتقاقا من الدسر، وهو الطعن بالثقل، والثقل لثقل وطأتها. قال الشاعر:
(ضربت دوسر فيهم ضربة
اثبتت أوتاد ملك فاستقر)
قلت :
والشاعر صاحب هذا البيت هو :
الوايلي المثقب العبدي عبد القيس بن افصى ابن اخ وايل بن قاسط بن هنب بن دعمي بن جديلة بن اسد بن ربيعة الفرس . وجديلة شقيق عنزة بن أسد وعميرة بن أسد وكلهم ابناء ربيعة الفرس الثلاثة، فكانت عميرة دخلت في عبد القيس بالجاهلية بحلف العمور من عبد القيس ابناء اخوهم
جديلةبن اسد . وعنزة دخلت في حلف اللهازم البكريين ابناء اخيهم جديلة ايضا. والجميع الان دخل في قبيلة عمهم عنزة بن أسد اليوم . وكانت السيادة ابان وجود ربيعة بتهامة اليمن لعنزة بن أسد. ونحولت الى غيرهم . حتى وصلت اليهم مرة اخرى بعد سقوط الخلافة سنة ٦٥٦ هجري الى الان. ولا تزال بعض القبائل تنتسب الى هذا الحلف الدوسري الوايلي الربعي الى الان .
القارظ العنزي
|