((المشهورون من الناس بالكبر))
قال الجاحظ :
والمذكورون من الناس بالكبر، ثم من قريش: بنو مخزوم، وبني أمية، ومن العرب: بنو جعفر بن كلاب، وبنو زرارة بن عدس.
قلت : وبنو مخزوم منهم المتكبر الأزعر أبا الحكم الذي اسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي جهل قتيل معركة بدر. وبني أمية منهم الحكم بن العاص الذي دعى عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ونفاه الى الطائف حتى استلم الخلافة بن عمه عثمان بن عفان رضي الله عنه واعاده ومن احفادة خلفاء الدولة الاموية المروانيون. ومنهم أبا سفيان ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهم.
وبني كلاب من بني عامر، منهم الفارس المشهور عامر بن الطفيل الذي دعى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات في بيت سلولية واخوه أربد كان معه وهرب الى الشام ورفض الاسلام واصابته صاعقة فمات.
وبني زرارة من تميم. ومنهم المنافق الذي اصبح فيما بعد خارجي وقتله الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وهو الذي قال للرسول صلى الله عليه وسلم: اعدل يا محمد فإنك لم تعدل فهم في قتله الصحابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه فسوف يخرج مع اقوام يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم يخرجون من الاسلام كما يخرج السهم من الرمية.
تابع الجاحظ بقوله : فأما الأكاسرة من الفرس فكانوا لا يعدون الناس الا عبيدا . وانفسهم الا اربابا .
ولسنا نخبر الا عن دهماء الناس وجمهورهم كيف كانوا من ملوك وسوقة.
فأما بنو مخزوم وبنو امية وبنو جعفر بن كلاب وبنو زرار بن عدس، فأبطرهم ما وجدوا لأنفسهم من الفضيلة، ولو كان في عقولهم وديانتهم فضل على قوى دواعي الحمية فيهم. لكانوا كبني هاشم في تواضعهم. وفي إنصافهم لمن دونهم .
القارظ العنزي
|