قصة خلف بن دعيجا الشراري مع محيسن الرويلي . " قصة حزينة جداً "
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة خلف بن دعيجا الشراري مع محيسن الرويلي
محيسن الرويلي إنسان كسائر الناس عاش في وقت أغلب مصادر رزقه الرعي با الإبل و الغنم مثله مثل أمثاله من أينا جلدته فهو يعمل عند هذا وذاك تبعا لمصلحته المعيشيه فمن يدفع له أكثر يعمل لديه وفي أثنا تنقلاته من أناس لاخرين وقع أسير حب ابنة شيخ من شيوخ القبيلة وهي تبادله نفس الشعور إن لم تكن أكثر . وتقدم محيسن لطلب يدها من والدها عسى أن تكون رفيقة حياته ولكن مركز والدها الاجتماعي كان حائلا دون تحقيق رغبته حيث رفض طلبه بنيل يدها لكن محيسن لم ييأس حيث كرر الطلب مرة أخرى فقوبل با الرفض وغاب فتره وعاد الكره بوجاهة عدد من الرجال الذين طمع محيسن أن يكون لوجاهتهم التأثير على والد محبوبته و لكن ذالك لم يجد نفعاً إذ فشلت المحاولة فدب اليأس في نفس محيسن وزاد شوقه وتلهفه حتى أن صحته تدهورت تدريجياً مما حدا به ان يذهب لبيت خــــلــف أبـــن دعيجــــا الشـــراري الذي اشتهر بالشجاعة و الكرم و النخوة العربية الحقة مبديا له تباريح شوقه ورغبته الأكيدة في الحصول على يد محبوبته بواسطة خلف بن دعيجا على سنة الله ورسوله بهذه الأبيات :
يا راكب حمرا من النى تبنى
ومرود من غير الدفوف السنامى
ترعى زهر نوار برقن جذبني
مرباعها ما بين شرقن وشامى
وبعيونها جمر الغضا يلتعبني
و الاسراج مروطنين الكلامى
تلفي لبيت كنه الحيد مبني
راعيه قطاع الفروج و المظامى
لا يا خلف يكفيك همن ركبني
حيثك على الشدات رجلن تحامى
غشن العراق الله يجيرك ضربني
وقام يتسوق مع مفاصل عضامي
على وليفن با المودة سـلبــنـي
سلبة عبادة في يدين الحرامى
ولكن قاصمة ظهر البعير لدى خلف بن دعيجا أنة على غير وفاق مع أهل محبوبة محيسن مما جعله يقول لدخيل بيته محيسن هذه الأبيات التي يوضح فيها استعداده بدفع ابنه وبندقيته و بيته و إبله مقابل إعفائه من تلك المهمة التي ستدفعه لأعدائه ومن ثم يقع في أيديهم بسهوله ويسر بسبب ضيفه ودخيل بيته . فأجابه بهذه الأبيات :
قيفان من صدر الفهيم انهذبني
لؤلؤ ومرجان ملاوي كلامي
يا راكب اللي للبلد ما جلبني
قطم الفخوذ معربات الاسامي
ما لا فتن عند أول الذود لابني
ولا لافتن للحضو يوم الفطامي
من نسل هرشن با الهد دله يجبني
يطلق عليهن يوم كل ينامي
ما قيض يرعن الرمامن وتبني
ولا صفرن قاع الجوي و الوخامي
مرباعهن فيحـان ثم اقتلبني
يرعن زهر نوار عشب البوسامي
يلفن على اللي من ربوعي ندبني
يا جايبين العلم دمتم ودامي
أن كان ذودي للحبيب يجبني
دونك انياقي قد لهن بالتمامي
دونك قعود البيت والبيت وبني
في قولة العقلا علينا حرامي
مع بندقن لفظات فمها يصبني
والها على الضد المقابل مرامي
فرفض محيسن ذالك العرض المغري وأصر على أن يحظى بجاهه أو بأي طريقة تعجب خلف نفسه . المهم أن ينال يد محبوبته وإلا فأنه سيفارق الحياة لا محالة ورضخ خلف للأمر الواقع وغير ملابسه واكتسى بملابس باليه تدل على فقره وعوزه وضعف شخصيته وذهب لأهلها على أساس انه يريد أن يعمل أي شي في بيت والدها كان يقوم بجلب الحطب و الماء أو أصلاح القهوة ...... ولاقدرة له في ذالك وكان يقصد من وراء هذا التصرف أن يختلي بمحبوبة محيسن ويخبرها ما حل به نتيجة لغرامها عسى أن تساعده على نفسها وترحل معه لمحبوبها على أن يكفل لها سلامة النية وحسن المقصد وفعلا يصل خلف إلى والد الفتاة وأبدى له رغبته في العمل لدية با لصيغة المشار اليها أعلاه ومكنه من ذالك واستمر خلف يعمل ليلاً ونهاراً في أصلاح القهوة لضيوف مستأجرة ومرت الأيام بل و الشهور أثقل من الجبل وهو لم يحصل على تلك الفرصة التي أهان نفسه وضيع مركزه القبلي من اجلها وفاءً لضيفه وأهل بيته ولكن الله سبحانه وتعالى افسد تلك الخطة على خلف بأحـــسن منــــها وأنزه إذ غار على عرب والدها أناس يريدون الكسب من حلالهم إذ كان الكسب لايأتي إلى با القوة وبالسلاح وكثرة الرجال فكان النصر حلف المغيرين مما حدا خلف بن دعيجا أن يتمنطق بسلاحه ويستوي على صهوة حصان مستأجرة ويلحق بالغزاة وينتصر عليهم ويستعيد الماشية التي كسبوها من أيديهم دون أن يفقد منها أي شئ ويعود بها إلى بيت مستأجرة دون أن يتظاهر بما فعل وما أن دنى الليل وأرخى سدوله على الكون حتى حضر رجال النزل للتعرف على هذا الفارس الذي أعاد لهم اعتبارهم ولم يمض عليهم طويل وقت حتى استطاعوا معرفة خلف بن دعيجا وما أن عرفوه حتى وجهوا اللوم عليه لأخفائه نفسه فقال خلف هذين البيتين كأعتذار وتبيين للسبب :
أنا بلوني الناس وأنا تبلويت
وصارت عليه من كبار البلاوي
ذالى ثلاث مئة وخمسين مضيت
و أنا بسببها عند أهل افداوي
مفيد إياهم أن ماحدا به إلى هذه الفعلة ابنة مستأجرة التي فرض حبها على محيسن اللجوء إلى خلف ابن دعيجا وان له في المهمة عاماً كاملاً فقاطعة والد الفتاة وقال لو هي شاة ما عشتك يعني أن عشاءك اكبر من ذاك ولا كن اذهب أنت وإياها ومعكما وكيل عني يعقد قرانهما وارجوا أن تعذرني يا خلف بالتقصير في حقك ولو أن سبب تقصيرنا أنت وفي صبيحة اليوم التالي يشيد خلف ومعه الرحال يتوجهون إلى أهل خلف الموجود عندهم الزوج المنتظر على أحر من الجمر .... ولكن وما أصعب لكن تريد يا عبدي وأنا أريد ومالك يا عبدي إلا ما أريد إذ أهل خلف أتى اليهم احد الرجال وقال أنني سمعت أن خلف قد قتل في إحدى المعارك الحربية حيث التحم مع احد الفرسان المغيرين على العشيرة التي يعمل عندها و كان ذالك على مسمع ومرأى من محيسن فزهقت روحة مع نهاية الخبر فقد كل الأمل با الحصول على محبوبته ودخلت زوجة خلف الحداد على زوجها وفي صباحية اليوم التالي حضر خلف ومعه معشوقة محيسن فوجد انه قد فارق الحياة ( مـــات ) فقال هذه الأبيات :
البيض قلبي يا محيسن سلبني
سلب الهوى لرهيفات الخيامي
و البيض جعل البيض ما يرتجني
هويهن ترما عليه التهامي
يصلني با البير من لا جذبني
صل الرشا من فوق هدف المقامي
محيسن على حوض المنايا عقبني
حمز على الجمه قليل الرحامي
ثم قفل راجعاً بمعشوقة محيسن لأهلها وذويها أما هي حزنت حزناً كثيراً وأصابها شيء من عدم الاتزان ..
وشكراً ودمتــــــــم سالميــــــــــــن
|
الإهداءات
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
| 
|
العرض العادي
