((الزبير بن باطا القرظي))
هو الزبير بن باطا بن وهب أحد بني قريظة بن الخزرج بن الصريح بن التومان بن السبط بن اليسع بن سعد بن لاوي بن خير بن النحام بن تنحوم بن عازر بن عزري بن هارون بن عمران بن يصهر بن قاهت، وكان الزبير هذا شيخ بني قريظة. في رواية الواقدي قال : كان الزبير بن باطا قد من على ثابت بن قيس الصحابي الانصاري رضي الله عنه يوم بعاث. قلت : هي حرب الأوس والخزرج بالجاهلية.
قال : فأتى ثابت الزبير عند ظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني قريظة وقتله من قتل منهم فقال : يا أبا عبد الرحمن: هل تعرفني؟ قال : وهل يجهل مثلي مثلك ؟ قال ثابت: إن لك عندي يدا: وقد أردت أن أجزيك بها، قال : إن الكريم يجزي الكريم. فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : يا رسول الله انه قد كان للزبير عندي يد ، جز ناصيتي يوم بعاث، وقال : اذكر هذه عندك، وقد أردت أن اجزيه بها فهبه لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو لك . فأتاه فقال : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وهبك لي. فقال الزبير : شيخ كبير لا اهل لي ولا ولد ، ما أصنع بالحياة؟! فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أعطني ولده وأهله. فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء بهم الى الزبير، فقال الزبير : وما حياة اهل بيت بالحجاز لا مال لهم؟ فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله: فأعطاه مالهم. فلما اجتمع اليه اهله وماله قال لثابت : يا ثابت : ما فعل الذي كان وجهه مرآة صينية تترآءى عذارى الحي في وجهه كعب بن أسد؟ قال : قتل . قال : فما فعل سيد الحاضر والبادي سيد الحيين كليهما يحملهم في الحرب، ويطعمهم في المحل : حيي بن أخطب ؟ قال : قتل . قال : فما فعل أول عادية يهودا اذا حملوا وحاميتهم اذا ولوا عزال بن سمؤل؟ قال : قتل ، قال فما فعل الحول القلب الذي لا يؤم جماعة الا فضها، ولا عقدة الا حلها نباش بن قيس؟! قال : قتل . قال : فما فعل صاحب لواء يهود في الزحوف وهب بن زيد ؟! قال : قتل. قال : فما فعل العمران اللذان كان يلتقيان بدراسة التوراة؟ قال : قتلا . قال : فما فعل ولي رفادة يهود وابو الأيتام والأرامل في يهود عقبة بن زيد وعن ابن اسحاق : قال : فما فعل المجلسان من بني قريظة؟ قال : قتلوا. قال : يا ثابت فلا خير في العيش بعد هؤلاء لا ارجع الى دار كانوا فيها حلولا. فأخلد فيها بعدهم. لا حاجة لي في ذلك يا ثابت واني أسألك بيدي عندك الا قدمتني الى هذا القتال الذي يقتل سراة بني قريظة ثم قدمتني الى مصارع قومي. ثم خذ سيفي فاضربني به ضربة وارفع يدك عن العظام والصق بالرأس واخفض عن الدماغ- فإنه أحسن للجسد أن تبقى فيه العنق. يا ثابت : لا اصبر افراغ دلو نضح حتى القى الأحبة. قال ثابت : ما كنت لالي قتلك. قال الزبير ما أبالي من قتلني. ولكن يا ثابت: انظر الى امرأتي وولدي فإنهم جزعوا من الموت. فأطلب الى صاحبك ان يطلقهم، وأن يرد اليهم أموالهم . فأدناه الى الزبير بن العوام. فقدمه فضرب عنقه. وطلب ثابت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله وماله وولده. وترك أمراته في السباء . ورد عليهم الاموال فكانوا موالي ثابت بن قيس بن الشماس. انتهى
قلت : من سلالته القرظي الفقيه المشهور بالمدينة المنورة. ومن يهود عبدالله بن سلام احد علماءهم الذي أسلم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وحيي ابن اخطب هو الذي قدمه النبي صلى الله عليه وسلم للقتل وقال: أني لا الوم نفسي في بغضك ولكن من خذل الله خذله وما هي الا قتل كتبه الله على بني إسرائيل. قبحه الله كيف يعترف بكفره وخذلانه ربه عند الموت. وعصيانهم ربهم على علم ومعرفة . ولهذا سماهم الله عز وجل بالمغضوب عليهم.
القارظ العنزي
|