((الهبنقة ابو الودعات واختيار الزوجة))
هو رجل أحمق من بني قيس بن ثعلبة بن بكر بن وايل، فيه حمق، وينطق حقا احيانا، استشاره رجلا في زوجه واختيار الزوجة، فقال الرجل : أردت النكاح فقلت: لاستشيرن أول من يطلع علي ثم اعمل برأيه. فكان أول من طلع هبنقة القيسي. وتحته قصبة ، فقلت له : أريد النكاح، فما تشير به علي؟ قال : البكر لك . والثيب عليك. وذات الولد لا تقربها. واحذر جوادي لا ينفحك.
قلت : نسمع من البادية في صغرنا روايات عن الزير سالم هكذا انه صاحب قصبة يمتطيها كالفرس وانه خبل او احمق، وأن كليبا اخيه استشارة في خطبة الجليلة، فقال له الزير : احذر من البرص والهنس والدنس وأم الجراء لا تاكلك وابعد عن درب الفرس. طبعا الوضع اختلط لديهم واقصد عامة عنزة لأن الاخبار هذه يحفظونها وحدهم ومن موروثاتهم ولكنهم لا يفرقون بين المهلهل والهبنقة فهم من اسلافهم. ولا يعرف عن الزير الحمق ابدا. ولكنها بساطة البادية يتعلقون بالخرافات والاساطير دوما لخفة الرواية ولطافتها. فهم في اخبار الزير على النقيضين يمدحونه بفروسيته احيانا ويصورونه احمقا احيانا. والحقيقة الاحمق هو الهبنقة القيسي اسلامي بصري من قيس بن ثعلبة كما اسلفت.
فالمقصود بالبكر لك ، أي لم يشاركك أحد في صقلها، ليس لها تجربة يعني خامة تفصلها كيف تشاء. وقوله: الثيب عليك ، أي لها رأي فيك تتجرأ لقوله لو ارادت لسابق تجربتها. فهي قد عرفت رجل قبلك، فالتعامل معها ليس كالتعامل مع الغر. وأم الولد المعولة، تتزوجها وأولادها وتعينها على تربيتهم حتى يشبوا عن الطوق. فمجرد ان تؤدب امهم قاموا عليك وأدبوك وربما جلدوك فالام امهم وانت الغريب. والمثل يقول: يا غريب كن أديب. يعني مهما فعل لهم من خير فأنت غريب خادم لامهم. أما قولهم فيىالبرص : فهو مرض جلدي معدي ينتقل بالنساء دون الرجال، وأما الهنس او الهنك، فهو عرق الغدر والخيانة ولت يؤمن من هذا عرقه. والدنس هو من حذر منه الرسول الكريم بقوله : إياكم وخضراء الدمن. قيل: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: المرأة الجميلة في منبت السوء. واما أم الجراء لا تاكلك. فهي كما اسلفنا في الشرح، تصرف عليها وعيالها طول عمرك فيأكلونك لحما ويرمونك عظما.
القارظ العنزي
|